الأربعاء، 2 يونيو 2010

"سالميتي"* للشاعر وليـــــــــــــد هرمــــــز

"سالميتي"*


· وليد هرمز



سأقامِرُ بعشاءٍ أخيرٍ،

في دارِ سالميتي.

سأقامرُ بعشاءٍ شهيٍ معَ "لارْسَا"،

ولارْسا تَلبسُ الشَّمْسَ، وأنا،

(أضاعِفُ المَزْجَ في الكأس).

أغسلُ قدمَيْها بماء عيني،

وعلى نَهْديها،مرتعشاً، أرْسمُ

الشَّارة والمسامير.

من غيرِ قناع،

أقامِرُ، أسَابقُ الجُّوعَ إلى فيْضِها.

جُنْبُذةٌ فوَّارةٌ بِسُمِّاقِ دمي، على المائدة.

نخْبٌ واحدٌ؛

نخْبانا،

أنا ولارْسا.


****


سيُفاجأ الزُجَّمُ المذهولُ بالتفاح،

بشهوةِ الوردةِ؛

ستُفاجأ الوردةُ بزُجَّمٍ يرصدُ عطرها،

سيَجْرحُ نَدِيمُ التفاحِ عِطر الوردةِ،

ستنزفُ الوردةُ عطرها النَّاضجَ بعطرها؛

ستَدْهنُ جسدَي الفوَّار بحمَّى الهلوسةِ.







سَأفاجَأ، مشْدوهاً،

كما الوَردُ

في خريفِ المُناسباتِ،

يكظُمُ النَّدى.

مُسوَّرٌ بحدائقَ لم تُسوَّرْ منذُ أوانِ النشأةِ،

كأني اللبْلابُ،

يتسلقُ صاريةَ أوَّلِ المكان،

مُحاطاً بضفَّتينِ،

لامرسى فيها للعائدين إلى فصولِ العَبَثِ؛

لامكانَ يقتفي المكانَ؛

لاشريعةَ ماءٍ لِبَلَمٍ عشَّاري؛

لاأشرِعةَ تَقودُ النُّوتيَّ المُتنكِّرَ بالعماءِ،

إلى مضائقِ "سَالْمِيْتي".






سأفاجأ،

نودِيْتُ باسْمِها،

بِنَقرٍ خفيفٍ،

على أبوابها الخمسة.

أنا المَشَّاءُ الجَّفِلُ،

مُثْقلٌ بمفاتيحَ من رَملِ "الرُّميلةِ"،

بأصفادٍ من حجرِ "سَنامْ".

مُرْتجِفٌ، كعُرفِ ديكٍ،

على برْجِ "سُورينْ"،

دُجٌّ أزرقُ يطوفُ على

بحرِ "السَّبْتيين".




***



ذاهِبٌ، أخيراً، إليْها

أسْتردُّ طيْفَ القُرْبانِِ،

أختزلُ الاعْترافَ،

أنيقاً بخَطايايَ المُهذَّبةِ.

ذاهِبٌ إليها،

أعضُّ على ألمي من المُنتصف.

بقليلٍ من هباءِ العُمرِِ،

ذاهبٌ إليها،

كرغيفِ فَطيرٍِ مُتبرِّمٍ من جمرهِ؛

تبَرُّمٍ من هفوةِ الخَميرةِ،

لعلِّيَ أصْلحُ طحينَ قلبي،

أدوزِنُ بوصلةَ حنطتهِ؛

أُدَوزِنُ ارتيابَ الفرَّانِ من لذعةِ الجَّمرِ،

لعلِّيَ،

ذاكَ المُبتهلِ إلى الغامضِِ في الأقدارِ.

لعلَّها،

العتَبةُ، طيفَ قدمينِ خفيفتينِ،

بَصْمتينِ على العَتبةِ،

لنبيلٍ يَقدَحُ الفِضَّةَ بحَجرِ البَهْرَمان.



***



ستُؤجِّجُ بِيَ، هذه الأنثى:

منفايَ الثلاثينَ؛

ستؤجِّجُ بي؛

هذه الأنثى

دويَّ الأعوامِ النائمةِ،

تحتَ نعناعِ اليأسِ.

ستؤجِّجُ بي

مديحَ الأحجارِ،

أقذفُ بها بقايا العصافيرَ،

النائمة على كتِفيْها.

ستؤجِّجُ بي ماتبقى من

وداعةَ الكائنِ،

زعفرانَ الدمِ الرَّشيقِ في الوريدِ.





* الأسم الأكدي لمدينة البصرة




*شاعر عراقي مقيم في السويد



العـــودة للعـــــــدد الثالث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق